المسلمون الجدد
قصة هداية ورشاد
قصص المسلمين الجدد مثيرة للغاية وتبعث على التأمل والتفكر، وتؤكد هذه القصص بما لا يدع مجالًا للشك أن الدين عند الله الإسلام، وأن الإسلام هو الحق وهو دين الفطرة، ومهما حاول أعداء الإسلام إطفاء نوره فلن يستطيعوا؛ إذ الله متم نوره ولو كره الكافرون، وقصص المسلمين الجدد أكبر شاهد على ذلك، وهذه البوابة ترصد المسلمين حديثي الدخول في الدين من الديانات والملل الأخرى، سواء كانوا مشاهير من سايسيين الرياضيين أو فنانين أو علماء أو مفكرين أو شخصيات عامة، تعرض قصة إسلامهم، كيف تعرفوا على الإسلام؟ ولم اعتنقوه؟ وما العوائق التي قابلتهم في رحلة الهداية.
ملخص المقال
كريس جاكسون لاعب كرة السلة الأميركي، والذي غير اسمه بعد إسلامه إلى محمود عبد الرءوف، بدأ مسيرته الاحترافية في سنة 1990م، واعتزل اللعب في 2011م.
كريس جاكسون
Chris Wayne Jackson
محمود عبد الرءوف
(Mahmoud Abdul-Rauf)
هو كريس جاكسون لاعب كرة السلَّة الأميركي المشهور، والذي غيَّر اسمه بعد إسلامه من كريس جاكسون إلى محمود عبد الرءوف. من مواليد 9 مارس 1969م في غولفبورت بأميركا، وهو لاعب كرة سلة سابق في دوري المحترفين الأميركي، بدأ مسيرته الاحترافية في سنة 1990م، واعتزل اللعب في 2011م.
قصَّة إسلامه:
لجأ عشرات الآلاف من الأميركيِّين السود سواءٌ كانوا من الشخصيات البارزة أم من الشخصيَّات العاديَّة خلال العقود الثلاثة الماضية إلى الإسلام، باعتباره دين المساواة والعدل، وبحكم أنَّه دينٌ تسود فيه العدالة الاجتماعيَّة، ويرفض الظلم والاضطهاد والتمييز بين بني البشر بحجَّة الجنس أو اللون.
ولما كان هؤلاء الأميركيُّون السود في رحلتهم الإيمانيَّة التي أفضت إلى اعتناقهم الإسلام لا يبحثون عن الخلاص الروحي فحسب؛ بل كانوا يجاهدون في سبيل الإيمان بدين يحفظ لهم كرامتهم الإنسانية ولا يحط من قدرهم ولونهم الأسود أو استعباد البيض لأجدادهم، فلم يتحقَّق لهم ذلك سوى تحت مظلَّة الإسلام الوارفة بالعدل والمساواة.
وقد بثَّ الإسلام فيهم الأمل وجدَّد فيهم الحلم في المستقبل، ولما تتبَّعوا سيرته استوقفتهم معاني المساواة الإنسانية التي جمعت بين بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وغيرهم من صحابة رسول الله ﷺ ، وبروزهم في الإسلام يأتي من سابقيَّتهم في الإيمان بدين الله تعالى، وتصديقهم برسالة محمد ﷺ.
وكان كريس جاكسون قبل اعتناقه الإسلام يشعر بأنَّ الأميركيِّين السود مهما حصلوا على شهرة واعتراف من المجتمع الأميركي لبروزهم في المجالات الرياضية والفنية، تنقصهم حركة منظمة تُحقِّق مطالبهم من أجل العيش في كرامة وإنسانيَّة، وتحثُّهم على استشراف آفاق المستقبل بالجد والاجتهاد، والتزام مكارم الأخلاق، والبعد عن مواطن الجريمة والمخدرات. فهكذا بدأت الرحلة الإيمانيَّة بحثًا عن دينٍ يُحقِّق له ولبني جلدته قدرًا من الكرامة الإنسانيَّة والعدالة الاجتماعيَّة.
وتسابق هؤلاء المسلمون الأميركيُّون السود إلى العمل الدءوب وفقًا لتعاليم دينهم الجديد، مخلصين مجتهدين لتحقيق طموحاتهم في غدٍ مشرق، وآمالهم وأحلامهم في مستقبلٍ ينعمون هم وأبناؤهم بالعيش في سلامٍ وأمنٍ ورفاهية.
وكان جاكسون يرى ضرورة تغيير الأميركيِّين السود ما بأنفسهم جاهدين للارتقاء بأنفسهم وأسرهم، ومِنْ ثَمَّ الارتقاء بمجتمعهم إلى الأحسن. كما كان يرى -أيضًا- ضرورة أن يتنادى قادتهم إلى بثِّ الأمل فيهم، وتحريضهم على العمل، ودعوتهم إلى الالتزام بمكارم الأخلاق، والنأي بأنفسهم عن مواطن الشبهات؛ ليكون لهم دورٌ فاعلٌ في تحسين أوضاعهم الاجتماعيَّة، ومِنْ ثَمَّ أوضاع مجتمعاتهم في الولايات المتحدة الأميركيَّة عن طريق التعليم والعمل.
لذا رأى جاكسون أنَّه من الضروري بالنسبة إليه أن يبحث عن دينٍ يهديه إلى الصراط المستقيم، ويُجيب عن أسئلته الحائرة حول المساواة والعدالة الاجتماعيَّة، ومِنْ ثَمَّ يُشعره بإنسانيَّته، ويُفجِّر الطاقات الكامنة فيه خيرًا ونفعًا؛ ليُحقِّق ما يصبو إليه في هذه الحياة.
من هنا بدأت جولة جاكسون الإيمانيَّة في الأديان، فاستوقفته معاني الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية في الدين الإسلامي، وشعر بأنه وجد فيه ضالته، فبدأ يدرسه دراسةً عميقة، فامتلأ قلبه بالإيمان وقذف الله في قلبه نور الهداية والحق، وتيقَّن جاكسون من أنَّ الإسلام هو الدين الذي يبحث عنه، فأعلن إسلامه رسميًّا في عام 1991م، وحرص على تغيير اسمه إلى محمود عبد الرءوف.
ومن أقواله: «إن ديني أهم من أيِّ شيءٍ آخر؛ لذلك أحرص على أن يكون ولائي لله تعالى قبل أن يكون لأيِّ شيءٍ آخر»[1].
[1] كتاب رجال ونساء أسلموا، ص368-371.
التعليقات
إرسال تعليقك